مشاعرك شاهد على عصرك!!...
فأنت تحب وتكره بسرعة...
تصادق وتخاصم بسرعة...
تحتد وتصفو بسرعة...
وتعند وتلين بسرعة...
ومع هذه السرعة يلهث وراءك
الآخرون!!
وأنت رومانسى وحساس بطبعك... أحلامك أطول من نومك...
ويقظتك تملأ الكون حركة وحماساً وربما ضجيجاً!! تتغير مشاعرك فى اليوم
الواحد عشرات المرات... فأنت فى الصباح تلميذ هادئ ومطيع، وفى الظهيرة
معاند ومتمرد، وفى المساء ساهر ومتأمل، وسكونك فى الليل هو هدوء يسبق
عواصف النهار!!
فى الكنيسة... تطلعات القداسة تغمرك... وبذرة الإيمان المغروسة فيك منذ
الطفولة تثمر أزهاراً من التأملات الحلوة، والصلوات التلقائية الصادقة،
وحماس الإنخراط فى أنشطة خدمة الآخرين... تتوحد مع أبطال الإيمان...
وتداعب خيالك سير الرهبان والقديسين، فتسرح معهم بعيداً فى البريـة...
وتؤسـرك سيرهـم وبطولاتهم فى العبادة والشهادة...
وتعود للمنزل فتتأرجح إنفعالاتـك"
بين فرح وسرور وإنطـلاق، وبيـن.
إكتئاب وإنسحاب وضيق... بين رغبـة
عارمة فى تحمل المسئولية والإعتمـاد
على النفس، وبين إرتداد طفولى إلى الأنانية والتذبذب واللامبالاة... بين
سلاسة وطاعة وخضوع، وبين غضب لأتفه الأسباب، وعناد يفتقد لأى تبرير...
ويحتار معك الجميع: ماذا تريد وكيف يرضونك؟ وتخلو إلى نفسك فتزداد حيرتك:
"هل أنا مقبول... هل أنا محبوب؟!"... تراجع أفعالك فتأسف على بعضها،
وتعتذر عن البعض الآخر، وتحتار فى معظم الأحيان، هل أخطأت فى التعبير؟ أم
أنهم أساءوا التفسير؟!
نعم يا أخى وأختى العزيزة، قد تكون اخطأت فى التعبير وقد يكونوا أساءوا
التفسير... إلا أنهم - وأنت معهم - سوف تعانوا من تأرجح مشاعرك وتناقض
إنفعالاتك... ولكن إلى حين!
د. مجدى لطيف