وُلدت
هذه العذراء بمدينة الناصرة حيث كان والداها يقيمان، وكان والدها متوجع
القلب لأنه عاقر. وكانت حنة أمها حزينة جدًا فنذرت لله نذرًا وصلَّت إليه
بحرارة وانسحاق قلب قائلة: "إذا أعطيتني ثمرة فإني أقدمها نذرًا لهيكلك
المقدس". فلما جاء ملء الزمان المعين حسب التدبير الإلهي أٌرسِل ملاك الرب
وبشر الشيخ يواقيم والدها الذي أعلم زوجته حنة بما رأى وسمع، ففرحت وشكرت
الله، وبعد ذلك حبلت وولدت هذه القديسة وأسمتها مريم. لما بلغت مريم من
العمر ثلاث سنوات مضت بها أمها إلى الهيكل حيث أقامت إثنتي عشرة سنة، كانت
تقتات خلالها من يد الملائكة. وإذ كان والداها قد تنيحا تشاور الكهنة لكي
يودعوها عند من يحفظها، لأنه لا يجوز لهم أن يبقوها في الهيكل بعد هذه السن
. فقرروا أن تخطب رسميًا لشخصٍ يحل له أن يرعاها ويهتم بشئونها، فجمعوا من
سبط يهوذا اثني عشر رجلاً أتقياء ليودعوها عند أحدهم وأخذوا عصيهم
وأدخلوها إلى الهيكل، فأتت حمامة ووقفت على عصا يوسف النجار، فعلموا أن
هذا الأمر من الرب لأن يوسف كان صِديقًا بارًا، فتسلمها وظلت عنده إلى أن
أتى إليها الملاك جبرائيل وبشرها بتجسد الابن منها. بعد صعود السيد المسيح
إلى السماء، إذ كانت العذراء مريم ملازمة الصلاة في القبر المقدس ومنتظرة
ذلك الوقت السعيد الذي فيه تُحَل من رباطات الجسد، أعلمها الروح القدس
بانتقالها سريعًا من هذا العالم الزائل. ولما دنا الوقت حضر التلاميذ
وعذارى جبل الزيتون، وكانت السيدة العذراء مضطجعة على سريرها وإذا بالسيد
المسيح قد حضر إليها وحوله ألوف من الملائكة، فعزاها وأعلمها بسعادتها
الدائمة الذاهبة إليها، فسُرَّت بذلك ومدت يدها وباركت التلاميذ والعذارى،
ثم أسلمت روحها الطاهرة بيد ابنها وإلهها فأصعدها إلى المساكن العلوية.
أما الجسد الطاهر فكفنوه وحملوه إلى الجسمانية، وفيما هم ذاهبون به
اعترضهم بعض اليهود ليمنعوا دفنه، وأمسك أحدهم بالتابوت فانفصلت يداه من
جسمه وبقيتا معلقتين حتى آمن وندم على سوء فعله، وبتوسلات التلاميذ
القديسين عادت يداه إلى جسمه كما كانت. لم يكن توما الرسول حاضرًا وقتها
واتفق حضوره عند دفنها فرأى جسدها الطاهر مع الملائكة صاعدين به، فقال له
أحدهم
: "أسرع وقبِّل جسد الطاهرة مريم"، فأسرع وقبَّله. وعند حضوره إلى
التلاميذ أعلموه فقال لهم: "أنا لا أصدق حتى أعاين جسدها، فأنتم تعرفون
كيف شككت في قيامة السيد المسيح". فمضوا معه إلى القبر وكشفوا عن الجسد
فلم يجدوه فدهش الكل وتعجبوا، فعرَّفهم توما الرسول كيف أنه شاهد الجسد
الطاهر مع الملائكة صاعدين به، وقال لهم الروح القدس: "إن الرب لم يشأ أن
يبقى جسدها في الأرض". وكان الرب قد وعد رسله الأطهار أن يريها لهم في
الجسد مرة أخرى، فكانوا منتظرين إتمام ذلك الوعد الصادق حتى اليوم الثاني
والعشرين من أب حيث تم الوعد لهم برؤيتها. وكانت سنو حياتها على الأرض
ستين سنة جازت منها اثنتي عشرة سنة في الهيكل وثلاثين سنة في بيت القديس
يوسف البار وأربعة عشرة سنة عند القديس يوحنا الإنجيلي كوصية الرب القائل
لها: "هذا ابنك" وليوحنا: "هذه أمك". قد بنيت أول كنيسة على اسمها بمدينة
فيلبي، وذلك أنه لما بشر الرسولان بولس وبرنابا بين الأمم آمن كثيرون منهم
بمدينة فيلبي وبنوا فيها كنيسة على اسم البتول والدة الإله. باركت السيدة
العذراء أرض مصرببركة خاصة أثناء الهروب إليها مع الطفل يسوع ويوسف النجار
من وجه هيرودس، كما تجلت في مناظر روحانية نورانية في كثير من دول العالم
و داخل قباب الكنائس.
هذه العذراء بمدينة الناصرة حيث كان والداها يقيمان، وكان والدها متوجع
القلب لأنه عاقر. وكانت حنة أمها حزينة جدًا فنذرت لله نذرًا وصلَّت إليه
بحرارة وانسحاق قلب قائلة: "إذا أعطيتني ثمرة فإني أقدمها نذرًا لهيكلك
المقدس". فلما جاء ملء الزمان المعين حسب التدبير الإلهي أٌرسِل ملاك الرب
وبشر الشيخ يواقيم والدها الذي أعلم زوجته حنة بما رأى وسمع، ففرحت وشكرت
الله، وبعد ذلك حبلت وولدت هذه القديسة وأسمتها مريم. لما بلغت مريم من
العمر ثلاث سنوات مضت بها أمها إلى الهيكل حيث أقامت إثنتي عشرة سنة، كانت
تقتات خلالها من يد الملائكة. وإذ كان والداها قد تنيحا تشاور الكهنة لكي
يودعوها عند من يحفظها، لأنه لا يجوز لهم أن يبقوها في الهيكل بعد هذه السن
. فقرروا أن تخطب رسميًا لشخصٍ يحل له أن يرعاها ويهتم بشئونها، فجمعوا من
سبط يهوذا اثني عشر رجلاً أتقياء ليودعوها عند أحدهم وأخذوا عصيهم
وأدخلوها إلى الهيكل، فأتت حمامة ووقفت على عصا يوسف النجار، فعلموا أن
هذا الأمر من الرب لأن يوسف كان صِديقًا بارًا، فتسلمها وظلت عنده إلى أن
أتى إليها الملاك جبرائيل وبشرها بتجسد الابن منها. بعد صعود السيد المسيح
إلى السماء، إذ كانت العذراء مريم ملازمة الصلاة في القبر المقدس ومنتظرة
ذلك الوقت السعيد الذي فيه تُحَل من رباطات الجسد، أعلمها الروح القدس
بانتقالها سريعًا من هذا العالم الزائل. ولما دنا الوقت حضر التلاميذ
وعذارى جبل الزيتون، وكانت السيدة العذراء مضطجعة على سريرها وإذا بالسيد
المسيح قد حضر إليها وحوله ألوف من الملائكة، فعزاها وأعلمها بسعادتها
الدائمة الذاهبة إليها، فسُرَّت بذلك ومدت يدها وباركت التلاميذ والعذارى،
ثم أسلمت روحها الطاهرة بيد ابنها وإلهها فأصعدها إلى المساكن العلوية.
أما الجسد الطاهر فكفنوه وحملوه إلى الجسمانية، وفيما هم ذاهبون به
اعترضهم بعض اليهود ليمنعوا دفنه، وأمسك أحدهم بالتابوت فانفصلت يداه من
جسمه وبقيتا معلقتين حتى آمن وندم على سوء فعله، وبتوسلات التلاميذ
القديسين عادت يداه إلى جسمه كما كانت. لم يكن توما الرسول حاضرًا وقتها
واتفق حضوره عند دفنها فرأى جسدها الطاهر مع الملائكة صاعدين به، فقال له
أحدهم
: "أسرع وقبِّل جسد الطاهرة مريم"، فأسرع وقبَّله. وعند حضوره إلى
التلاميذ أعلموه فقال لهم: "أنا لا أصدق حتى أعاين جسدها، فأنتم تعرفون
كيف شككت في قيامة السيد المسيح". فمضوا معه إلى القبر وكشفوا عن الجسد
فلم يجدوه فدهش الكل وتعجبوا، فعرَّفهم توما الرسول كيف أنه شاهد الجسد
الطاهر مع الملائكة صاعدين به، وقال لهم الروح القدس: "إن الرب لم يشأ أن
يبقى جسدها في الأرض". وكان الرب قد وعد رسله الأطهار أن يريها لهم في
الجسد مرة أخرى، فكانوا منتظرين إتمام ذلك الوعد الصادق حتى اليوم الثاني
والعشرين من أب حيث تم الوعد لهم برؤيتها. وكانت سنو حياتها على الأرض
ستين سنة جازت منها اثنتي عشرة سنة في الهيكل وثلاثين سنة في بيت القديس
يوسف البار وأربعة عشرة سنة عند القديس يوحنا الإنجيلي كوصية الرب القائل
لها: "هذا ابنك" وليوحنا: "هذه أمك". قد بنيت أول كنيسة على اسمها بمدينة
فيلبي، وذلك أنه لما بشر الرسولان بولس وبرنابا بين الأمم آمن كثيرون منهم
بمدينة فيلبي وبنوا فيها كنيسة على اسم البتول والدة الإله. باركت السيدة
العذراء أرض مصرببركة خاصة أثناء الهروب إليها مع الطفل يسوع ويوسف النجار
من وجه هيرودس، كما تجلت في مناظر روحانية نورانية في كثير من دول العالم
و داخل قباب الكنائس.